بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تمهيد
أنا امرأة متزوجة، مشرفة على العقد الثالث ولي طفلان؛ عانيت طويلا من مشكل الاكتئاب وما يرافقه من توتر وعصبية وبؤس ورغبة في المثالية ورؤية كل شيء سوداوي قاتم، وأخيرًا رغبة في الخلاص من كل شيء لأرتاح.
تساءلت كثيرًا عن سبب شعوري بكل هذا؛ وكنت إلى أمد قريب، أعتقد اعتقادا جازمًا أن الاكتئاب الذي أعاني منه هو أمر وراثي. ذلك أن أبي وجدتي (لأبي) وعمتي، كلهم يعانون منه. فكنتُ أقول لنفسي: بما أن الأمر وراثي، لِمَ البحث عن حلول؟ لا بد وأنني في حاجة إلى طبيب حتى يصف لي تلك الأدوية المقيتة غالية الثمن، لتعيد كيمياويات عصبوناتي المُخية للعمل بشكل طبيعي ككل الناس.
لا لا، يجب علي أن أبحث عن شيء آخر، غير هذا الطبيب، فأنا لا أحب الأطباء كثيرًا. يكثرون الثرثرة ويمتصون أموال االبشر ظلمًا وعدوانًا. هممم، طيب، ما الحل إذًا؟
تضرعتُ إلى الله كثيرًا في صلواتي في السجود؛ كنتُ أطلب منه دومًا -سبحانه- أن يلهمني الصواب ويرزقني اتباعه، فهو الوحيد القادر على كشف همي. إذ أنّ أقرب الناس إلي (زوجي الحبيب) لم يستطع المسكين فهم ما أعاني منه: لِمَ أظل نائمة معظم الوقت، ولم أبكي بسبب أو بدون سبب؛ وهو الذي لا يقصر في حقي ولا في حق الأولاد.