الاثنين، 5 يناير 2015

أفكاري تحول بيني وبين الشعور بالسعادة

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تساؤلات


كنتُ أقرأ البارحة في كتاب إلكتروني "Opération bonheur" فلفتٓ  انتباهي ما قالته الكاتبة عن نفسها:

Résumons : j’ai de quoi être contente de mon sort. Je suis mariée à Jamie, l’amour de ma vie. Un bel homme brun et grand. Nous avons deux filles délicieuses, Eliza, sept ans, et Eleanor, un an. Écrivaine, après avoir été avocate, je vis à New York, ma ville favorite. Je m’entends parfaitement avec mes parents, ma sœur et ma belle- famille. Je suis entourée d’amis. Je jouis d’une bonne santé. Je n’ai pas à me teindre les cheveux. Mais, trop souvent, je houspille mon mari ou le réparateur télé. La moindre critique professionnelle me met en transe. Je laisse tomber mes vieilles connaissances, je me fiche en colère pour un rien, j’ai des coups de déprime, de spleen, de fainéantise, des vagues de culpabilité. (pp 13 et 14).
باختصار، لدي كل ما يجعلني سعيدة. فأنا متزوجة من جامي، حب حياتي؛ رجل وسيم أسمر وضخم. ولدينا طفلتان إليزا و إلينور. كاتبة بعد أن كنتُ محامية؛ أقطن  في نيويورك مدينتي المفضلة.
علاقتي مع والداي وأختي وأهل زوجي، ممتازة. محاطة بالأصدقاء؛ أتمتع بصحة جيدة؛ لا يلزمني صبغ شعري.
ومع ذلك، ألوم مرارًا زوجي أو مصلح التلفاز؛ أقل نقد في مجال عملي يجعلني أتوتر؛
أتناسى معارفي القديمة؛ أغضب من لا شيء؛ أمر أحيانًا بالاكتئاب والسوداوية والكسل، ومن موجات من الشعور بالذنب.

لماذا لفتٓ هذا النص انتباهي؟  لأنني  أيضًا لدي كل ما يلزمني لأكون سعيدة، لكني لستُ كذلك تمامًا.

متزوجة ولي طفلين جميلين؛ وعندي بيت يأويني؛ وجل ما أرغب به أحصل عليه والحمد لله. أهل زوجي من أطيب الخلق؛ ولي صديقات طيبات؛ مثقفة وذات عزيمة عنيدة تجعلني أصر على تحقيق ما أصبو إليه.

إذًا ما الخطب؟ لماذا لا أشعر بالسعادة على طول الخط؟

لماذا أشعر بالتقصير، مع أني أبذل قصارى جهدي وأخلص فيما أقوم به؟

لماذا ألوم من حولي على ما يفعلون؟

لماذا لا أستطيع الاستمتاع بأمومتي؟

ما الذي ينقصني لأكون سعيدة مطمئنة؟

لماذا  أتوانى عن تحقيق أهدافي؟

لماذا أنا غالبا عبوسة؟

لماذا....؟

المفتاح


هي أفكاري، نعم أفكاري السوداوية السلبية التي تجعلني أرى العيب في كل شيء، بدل أن أرى المزايا وأركز عليها.

هل لي عيون ذبابة إذًا؟ لم لا أكون مثل النحلة التي يقع بصرها على كل طيب؟

أفكاري تتحكم في مشاعري بطريقة فظيعة؛ وتجعلني أنقلب من حال الفرح إلى الغضب أو الحزن، في رمشة عين.

دماغي العبقري الفذ يختزن الذكريات الحزينة والأحداث السلبية التي مررتُ بها، أكثر مما يحتفظ بالسعيدة منها؛ ويستدعيها أول شيء عند أي حدث، ويعززها بالصور والمشاعر، فتتلبد سماء مزاجي بالغيوم السوداء، وتنهمر أمطار الحزن والكآبة، ولكم أن تتصوروا البقية، وهو طبعًا أمر لا يسر!


الحلول


ما الحل إذًا؟ هل سأظل هكذا، أنكد حياتي وحياة من حولي؟

لا طبعًا، هناك دومًا حل؛ لكن ما علينا سوى البحث عنه بجدية.



هاكم بعص الحلول:
  • الاهتمام بالنظافة الشخصية، وارتداء ملابس نظيفة وأنيقة كل يوم، مع تصفيف الشعر ورشة عطر وكحل في العين؛
  • كتابة الأفكار السلبية في ورقة ثم تمزيقها ورميها؛ أو كتابتها على لوح إلكتروني ثم محوها بعد ذلك؛ أما الإيجابية منها فيجب الاحتفاظ بها، وقراءتها بين الفينة والأخرى؛
  • الإكثار من قراءة القرآن والأذكار؛
  • الكف عن لعب دور الضحية، وتحمل مسؤولية حياتك وقراراتك؛
  • شغل النفس بأشياء ممتعة؛
  • المحافظة على بسمة مشرقة طوال النهار؛
  • التمتع باللحظة؛
  • تذكر نِعٓم الله وشكرها لتدوم؛
  • التأمل في أحوال الفقراء والمبتلين؛
  • ممارسة الرياضة؛
  • الحفاظ على نظام غذائي صحي والابتعاد عن المواد المصنعة والحلويات؛ والإكثار من شرب الماء؛
  • اللمواظبة على القراءة؛
  • الاختلاط بالناس في حدود؛
  • مشاهدة مقاطع فيديو تحفيزية، ومصاحبة الإيجابيين؛


التطبيق


أطبق معظم ما ذكرتُ فوق، ويلزمني المصابرة في بعضها. سأعلمكم إن شاء الله بمدى تحسني.

وأختم كلامي بقوله -صلى الله عليه وسلم-: "إِنَّمَا الْعِلْمُ بِالتَّعَلُّمِ، وَإِنَّمَا الْحِلْمُ بِالتَّحَلُّمِ، مَنْ يَتَحَرَّ الْخَيْرَ يُعْطَهُ، وَمَنْ يَتَّقِ الشَّرَّ يُوقَهُ" (لمعرفة تخريج الحديث، أنظر هنا)

في أمان الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق