الأحد، 4 يناير 2015

رحلة التغيير قد بدأت؛ فاستعدي...

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تمهيد

أنا امرأة متزوجة، مشرفة على العقد الثالث ولي طفلان؛ عانيت طويلا من مشكل الاكتئاب وما يرافقه من توتر وعصبية وبؤس ورغبة في المثالية ورؤية كل شيء سوداوي قاتم، وأخيرًا رغبة في الخلاص من كل شيء لأرتاح.


تساءلت كثيرًا عن سبب شعوري بكل هذا؛ وكنت إلى أمد قريب، أعتقد اعتقادا جازمًا أن الاكتئاب الذي أعاني منه هو أمر وراثي. ذلك أن أبي وجدتي (لأبي) وعمتي، كلهم يعانون منه. فكنتُ أقول لنفسي: بما أن الأمر وراثي، لِمَ البحث عن حلول؟ لا بد وأنني في حاجة إلى طبيب حتى يصف لي تلك الأدوية المقيتة غالية الثمن، لتعيد كيمياويات عصبوناتي المُخية للعمل بشكل طبيعي ككل الناس.

لا لا، يجب علي أن أبحث عن شيء آخر، غير هذا الطبيب، فأنا لا أحب الأطباء كثيرًا. يكثرون الثرثرة ويمتصون أموال االبشر ظلمًا وعدوانًا. هممم، طيب، ما الحل إذًا؟

تضرعتُ إلى الله كثيرًا في صلواتي في السجود؛ كنتُ أطلب منه دومًا -سبحانه- أن يلهمني الصواب ويرزقني اتباعه، فهو الوحيد القادر على كشف همي. إذ أنّ أقرب الناس إلي (زوجي الحبيب) لم يستطع المسكين فهم ما أعاني منه: لِمَ أظل نائمة معظم الوقت، ولم أبكي بسبب أو بدون سبب؛ وهو الذي لا يقصر في حقي ولا في حق الأولاد.


بوادر الأمل

في رمضان الماضي (1436 هـ)، بدأت بوادر الأمل تلوح في الأفق:
  •  إذ استطعت أن أحافظ على قيام الليل معظم الشهر؛
  •  وقللتُ من ساعات نومي؛
  •  وداومتُ على قراءة ورد القرآن اليومي (وإن كنتُ لم أحقق الهدف الذي حددته أول الشهر، وهو أربع ختمات، لكن المهم أنني أنجزتُ نصف الهدف والحمد لله)؛
  •  وبدأتُ مشروع الجوال الدعوي خاصتي، الذي يهدف لنشر الوعي وروح الأمل والتفاؤل في صفوف الفتيات والنساء بين صديقاتي وقريباتي. توقف المشروع حاليًا، لكنه كان تجربة ناجحة بجد، ولاقت استحسان الأغلبية والحمد لله. بالمناسبة، شكرًا لك  زوجي الحبيب على دعمك المالي والمعنوي ^_^ جزاك الله عني خيرًا.
  •  اقتنينتُ -بمساعدة زوجي وأخيه الصغير وابني- لحفل العيد حلويات متنوعة، واشترينا بالونات وزينة علقناها في غرفة الضيوف، ووزعنا الحلويات على الأطفال في المصلى.

لكن مع ذلك كله، بقي الشعور بعدم الارتياح يلازمني.

لماذا يا ربي؟ ما الذي علي فعله؟

نقطة التغيير

كانت الأهداف تنقصني، فحياة بلا هدف لا معنى لها. 

بحثتُ في النت فوجدتُ مقالا جميلا مختصرًا، لا أذكر رابطه الآن. المهم أني طبقتُ التمرين، فتغيرت حياتي جذريًا بعد ذلك.
صدقوني، إن قلتُ لكم أنني رأيتُ أهدافي تتحقق أمامي الواحد بعد الآخر؛ فمجرد كتابتها أشعرني براحة نفسية غريبة ووضع قدمي على الطريق الصحيح، الذي طالما بحثت عنه.

طيب، أين أنا الآن؟

أممم، ما زلتُ لم أحقق كل ما أصبو إليه، فأنا لم أتخلص بعد من فوضويتي وتسويفي القاتل. صحيح أني بدأتُ في تغيير الكثير من الأمور في حياتي، لكن هناك أشياء أخرى مازالت تضايقني.

أريد أن أربي أطفالي ليكونوا أفرادًا صالحين غير عاديين، أفرادًا ينهضوا بهذه الأمة؛ لكن عندما تجتمع علي كثرة الأفكار والمشاعر، يرتفع ضغطي وتتسارع دقات قلبي وأصاب بالتوتر الذي يقودني في النهاية إلى ما يشبه الاستسلام.

لماذا؟ لأني لا أعرف من أين أبدأ وكيف!

أمور ترتيب البيت أيضًا تصيبني بالتوتر؛ وأسئلة من مثل: ماذا سأطبخ؟ ومتى علي تغيير الشراشف أو كنس البيت أو مسح الجدران وسقي الزريعة وتنظيف الملابس... كلها تحبطني.

ربما يبدو للقارئ أنها أمور تافهة، لكنها بالنسبة لشخص يتعافى من الاكتئاب، أمور محورية عليه أن يعرف كيف يتعامل معها.

على أي، من مزايا الاكتئاب أنه  يجعلك تختلي بنفسك كثيرًا، فتتعرف على خباياها، وبما أنني كنتُ أقضي معظم الوقت نائمة، كنت أبحث كثيرًا وأقرأ كثيرًا؛ عثرتُ مرة على موقع أمريكي يعنى بمساعدة النساء في جميع أنحاء العالم بشأن ترتيب المهام المنزلية.

كانت المهمة الأولى التي علي القيام بها، هي تلميع مجلى المطبخ. بدا الأمر كأنه دعابة من صاحبة الموقع لكنها كما قالت، فمجرد تلميع المجلى يحقق لك سعادة عارمة ويجعلك تتذكرين كيف تبتسمين من جديد.

هذا ما سنتحدث عنه لاحقًا إن شاء الله تعالى في الحلقة القادمة، فانتظرونا...

في أمان الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق