الجمعة، 25 أكتوبر 2013

مراحل نمو الطفل: من عمر خمس إلى ست سنوات

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مقتطف من كتاب "150 طريقة لتنمية ذكاء الطفل" (الصفحات: 117 إلى 120)


عندما يبلغ الطفل سنته الخامسة، يدخل في مرحلة أكثر توازنا وثباتا، وبخاصة على الصعيد العاطفي.


تميل متطلباته الكثيرة إلى التراجع؛ لا يظهر براعة في حقول كثيرة فحسب، بل يقدم المساعدة بطيب خاطر ويعاون الآخرين في تأدية أعمال مختلفة أيضا. يصبح لطيفا جدا نستطيع الاعتماد عليه ليقوم بمسؤوليات صغيرة. يصبح جادا فلا يرتكب حماقات كثيرة كما كان يفعل سابقا. يفكر قبل أن يتصرف ويحرص جدا على النجاح في عمله. إن الوقت المناسب أيضا لنعطيه الامتيازات الخاصة بسنه: سيسعد بها كثيرا ويقدرها.


يحب الطفل في هذه المرحلة الضحك والنكات كثيرا، كما يكون عاطفيا جدا، يحب والديه ومُدرّسته ورفاقه والحيوانات. يتمتع الطفل ذو السنوات الخمس بمرونة جسدية كبيرة وتصبح حركاته أكثر ترابطا. كما تزيد قدرته على الحفاظ على توازنه (يقفز على ساق واحدة أو على ساقين مضمومتين). تفتح له هاتان النقطتان بابا على نشاطات جديدة، فيمارس بشغف: رياضة ركوب الدراجة، والمزلاج، والقفز على الحبل، والتزلج، والتأرجح، والألعاب البهلوانية، وألعاب الكرة والسباحة...

يطغى استعمال يد على الأخرى عند جميع الأطفال تقريبا، فيفضل الطفل استخدام تلك اليد للقيام بالأعمال التي تتطلب دقة.

وبما أن يحب في هذه المرحلة أن يبني ويهدم، فقد يمضي ساعات في لعبة تركيب أو بناء قصور على الرمل. لكنه يحب أيضا أعمال النجارة والتطريز والطبخ؛ كل هذه النشاطات الخاصة "بالكبار" التي يرغب بأن يتعلمها. وأكثر ما يحبه هو مشاركة الكبار في نشاطاتهم.

الطفل الذي يلاقي التشجيع، يبدو في سنته السادسة نشيطا جدا على الصعيد الفكري. وليس من باب الصدفة أن تترافق هذه السن ودخول المرحلة الابتدائية في المدرسة، وبدء اكتساب العلوم الأساسية.

على صعيد اللغة، نجد الطفل كثير الثرثرة؛ يحب أن يروي الأخبار، ويفع ذلك بشكل صحيح. ونشعر من خلال قصصه أنه بدأ يميز بشكل أفضل بين الواقع والخيال. يكون قد اكتسب حتى الآن 2000 كلمة. يتكلم بطلاقة فلا يبذل مجهودا ليجد الكلمات. لا يرتكب أخطاء في قواعد اللغة ويلفظ بشكل سليم. كما يبدأ بتصريف الأفعال، وتبدأ مفاهيم الكمية بالظهور في حديثه: النصف، المزيد، هذا كثير...

لا يتقدم الطفل على المستوى الشفهي فقط بل تُثير الكتابة اهتمامه أيضا. تشده الكلمات والأرقام والكتب. يحب أن يتعرف إلى كلمات حفظها جيدا، ويجد أرقاما أو حروفا يعرفها. يسلّي من يصغي إليه حين يدّعِي أنه يقرأ كتابا حفظ قصته عن ظهر قبل. تشير تلك التصرفات كلها إلى أنه قد حان الوقت لنشبع فضوله ونروي عطشه إلى المعرفة.

إذا كان الطفل راغبا بالتعلم ومستعدا لتعلم شيء جديد، تسير هذه العملية بسهولة.

يعاني عدد كبير من الأطفال في سن الخامسة من عدم القدرة على التركيز. يتحركون بشكل مستمر، فلا يستطيعون البقاء في مكان واحد لمدة 10 دقائق، وينتقلون من نشاط إلى آخر؛ وقد تساعدهم بعض الألعاب في هذا الإطار.

من ناحية أخرى، يتطور التفكير المنطقي عند الطفل فيميز بين اليمين واليسار. كما يطلب المعلومات، ويطرح أسئلة وجيهة ويفكر  كثيرا.يعَمِّم المعلومات استنادا إلى ما يستنتجه أو يتعلمه، ثم يضع قوانين تساعده على فهم العالم المحيط به. ولأنه عملي يعرّف الأشياء باستعمالاتها.

تتحسن قدرة الطفل على العد وهو يحب كثيرا أن يفعل ذلك. لا يتوقف عن العد لأن تتالي الأرقام يمنحه متعة كبيرة. يعتبر اليوم الذي يتوصل فيه إلى العدّ حتى رقم المائة، يوم انتصار كبير. يحب أن يعد أصابعه والسيارات التي يراها وسكان المنزل. لكنه رغم ذلك، لا يزال يعاني من صعوبة في العد بالإشارة بالسبابة وهو غالبا ما يكرر محاولاته مرات عدة.

تسحر الطفل الأغراض المزودة بمفاتيح وشاشة، كالكمبيوتر مثلا. وهي توفر في معظم الأحيان مساعدة تربوية لا يُستهان بها. تتوفر في الأسواق برامج ممتازة معدة خصيصا للصغار، فمن المؤسف ألا يستطيع الأطفال، الذين يمتلك أهلهم كمبيوتر المنزل، أن يستعملوه ابتداء من هذه السن. بإمكان الطفل أن يتعلم المنطق والقراءة والكتابة والألعاب الذهنية والحساب بواسطة الكمبيوتر.

وأخيرا مع اقتراب الطفل  من سنته السادسة، يُصبح بإمكانه أن يحدد موقع من الزمن؛ فيعرف معنى كلمات مثل "البارحة" و"الغد"، كما يحفظ بعض أيام الأسبوع وبعض أشهر السنة. تُثير الرزنامة اهتمامه ومن المستحسن أن نعلق واحد أمام عينيه لنلفت نظره إليها بسهولة أكبر.

كذلك تُثير الساعة اهتمامه ويستطيع أن يتعرف إلى أكثر ساعات النهار أهمية؛ إنه الوقت المناسب لنحدد له على ساعة الحائط متى تشير العقارب إلى الظهر أو وقت نهوضه أو نومه... 



--------------------------


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق