الثلاثاء، 8 أكتوبر 2013

مراحل نمو الطفل: من الولادة إلى عمر السنة

بسم الله الرحمن الرحيم


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مقتطف من كتاب "150 طريقة لتنمية ذكاء الطفل" (الصفحات: 17 إلى 21)

يكتسب الطفل في سنته الأولى مقدرات جديدة ويقطع أشواطاً بعيدة أكثر من أي وقت لاحق في حياته. والمعارف التي سيحصل عليها والاكتشافات التي سيقوم بها، أداتها جسمه وإحساساته. لهذا السبب نتكلم عن مرحلة حسية-آلية.

اللعب مع الطفل الصغير ليس فقط ممكناً بل منصوح به. لكن يجب اتخاذ بعض الاحتياطات، فكلما كان الطفل أصغر سناً كلما كان عاجزاً عن التركيز لمدة طويلة. إن الوقت المناسب هو عندما لا يشعر بالجوع ولا بالنعاس وعندما تجدينه هادئا. لكن توقفي ما إن يبدو عليه التعب، فالطفل يحدد وتيرته الخاصة. يجب أن تعلمي سريعا متى ينصرف انتباه الطفل، سواءٌ من التعب أو من الإثارة الشديدة، عندها أوقفي اللعب حالا.

يتجاوب الطفل بشكل أفضل إذا كان بإمكانه رؤية وجه من يكلمه أو يلاعبه، وبخاصة عينيه. لذا ينبغي أن تقفي أمامه مباشرة للاستئثار بانتباهه.

أذكر أخيرًا أن الطفل مرهف الإحساس، يتأثر بحالنا النفسية الداخلية، لذا لا يفيده بشيء أن نلعب معه إلا إذا كنّا مستعدين وفرحين مرتاحي الأعصاب.

تلك السنة الأولى، الغنية جدًا على صعيد ما يكتسبه الطفل، هي أيضا مرحلة حساسة جدًا.

فالطفل الذي لا يستطيع الاعتماد على نفسه، لديه حاجات كثيرة. يحتاج الدفء والحب والحنان والنظام والهدوء والتوعية. يحتاج أن نهتم به، فلا نتركه يملّ وحده في زاوية من زوايا المنزل. يحتاج أن يعيش في وسط يشعر فيه بالأمان المادي والعاطفي على حد سواء. الولد مزوّد بمقدرات خاصة لينمو أفضل ما يمكنه، لكنّ على الأهل والمربين أن يوفروا له الظروف الملائمة ليفعل ذلك.

حتى الشهر الرابع

ينظم الطفل تدريجيا أوقات أكله ونومه ويكتسب في هذه المرحلة عادات. نراه يتنبه بسرعة وتجاوب مع من حوله بطريقة أكثر دقة: فيبتسم و"يُثغثِغ" ويحاول أن يُصدر أصواتا.

اكتشاف جسمه يشغله كثيرًا، يمكنه أن يمضي وقتا طويلا في تأمل يديه، تلك الأشياء المتحركة المضحكة ! يجلس في كرسيه المريح يتأمل أغراضا ملونة تتحرك أو يراقب مشية من يحبهم.

على صعيد الوعي الفكري، يتعلم الطفل كيف يربط بين حركتين تلقائيتين بشكل يسمح له باكتساب حركات جديدة أكثر تنظيما.

يتعلم كيف يتحرك بشكل غير مبالغ فيه. كل حركات الطفل في هذه المرحلة موجهة لنفسه، وغالبا ما تصدر من باب الصدفة. ثم يصبح لاحقا قادرًا على تكرارها. مثالا على ذلك، القدرة على متابعة الشيء بعينيه، أو حمل يده إلى فمه المفتوح، أو الالتفات إلى مصدر الصوت، إلخ...

من الشهر الرابع إلى الثامن

يمر اكتشاف العالم بالحواس: النظر الحاد جدا الذي يجعله يُميّز بوضوح بين الأشكال والألوان، والذوق مع إدخال أطعمة جديدة إلى نظامه الغذائي، والشم الذي يعمل بشكل ممتاز منذ الولادة، والسمع فقد بدأ يتعرف على الأصوات وضجيج البيت ويكتشف مفهوم الإيقاع. وأخيرا حاسة اللمس، عن طريق استعمال يديه أو وضع الأشياء في فمه.

نمو الحركة هام جدا، ويسمح للطفل بالقيام بتمارين جديدة: مثل محاولة تثبيت رأسه. يكتسب الطفل شيئا فشيئا وضعية الجلوس التي تحرر يديه. ويتعلم كيف يلتقط الأشياء، فالطفل الذي كان يمسك غرضا ما بقبضة يده، يكتشف التقابل بين الإبهام والسبابة الذي يشكل عنده ملقطا فعالا جدا.

تزداد تمارين التقليب باليد ويعي الطفل أن له جسمًا، فيكتشفه ويسيطر بشكل أفضل على حركاته.

النمو الفكري لا يأتي في المرتبة الثانية أبدا. إذ يكتشف الطفل طرق تصرف جديدة، ويكررها حتى يعتادها. تلك العملية تمنحه متعة كبرى. يكتشف مثلا إنه إذا رفع ساقه في الهواء عندما يكون مستلقيا على ظهره في سريره، يستطيع أن يجعل الدمى المعلقة فوق رأسه تتحرك. أو أنه إذا صرخ "ماماما" تأتي إليه أمه فرحة سعيدة. يمضي الطفل وقتا طويلا ليتعلم الربط بين الفعل والنتيجة: إذا فعل ذا، يحصل ذلك. لكنه يقوم بأشياء أخرى كثيرة: يجيب عندما نناديه باسمه، يلعب "الغميضة" عندما يغطي رأسه بقطعة قماش، يقهقه ضاحكا، يلفت الانتباه، يرفض المأكولات التي لا يحبها، إلخ...

من الشهر التاسع إلى السنة

يُحسّن الطفل طريقة جلوسه ويبدأ بمحاولة الوقوف ثم المشي. بعد ذلك، لا شيء يقف بوجه ذلك المكتشف الصغير. إنها المرحلة التي يجب أن يتزود فيها الأهل بأقفال وحواجز وخزانات تقفل بالمفتاح. الأخطار كثيرة والحوادث المنزلية متعددة. تصبح اليد أداة خبيرة في عمليات الاكتشاف وفي تقديم المساعدة لسحب الجسم إلى الأمام، عندما يزحف الولد أو يدب. يواجه الطفل بعض الصعوبة في التقاط شيء أو إفلاته، لكن ذلك سيقوده تدريجيا إلى التحكم جيدا بالأشياء، وإلى أنواع كثيرة من ألعاب المشاركة.

نمو الذكاء واضح، فالطفل يفهم كلمات بسيطة، يصفق بيديه ليقول "عافاك" أو يلوح بيديه ليقول "وداعا". يضحك إذا هرجنا أمامه، يفهم معانٍ معقدة مثل: في الداخل، وفي الخارج وإلى جانب... ويعرف معنى كلمة "لا".


لا يكتفي الطفل بترسيخ ما اكتسبه في المراحل السابقة عن طريق تطبيقه على أوضاع متنوعة، لكنه يكوّن لنفسه مفاهيم جديدة.
المفهوم الأكثر أهمية هو ما نطلق عليه تسمية "الاحتفاظ بالشيء".

حتى الآن، لم يكن الطفل يبحث عن شيء اختفى إلا بواسطة النظر. حتى لو كان مُخبأ تحت وسادة، كان يعتبره غير موجود لأنه لم يعد يراه. أما الآن فقد أصبح يعلم أن الغرض لا يزال موجودا، لذلك سيرفع الوسادة ليستعيد الغرض المخبأ تحتها.

ويدرك الطفل بالطريقة نفسها أن أمه لا تزال موجودة حتى لو خرجت من غرفته أو وضعته في دار الحضانة، مما قد يجعل الافتراق صعبا في هذه المرحلة.

يبدأ الطفل بتقليد الآخرين: يفعل أشياء رأى أحدا يقوم بها، إما لنفسه كأن يقلب صفحات كتاب مثلا، أو لغيره كأن يحاول إطعام دبه بملعقة صغيرة.

يفهم الطفل في هذه المرحلة تسلسل الأحداث، لذا يصبح قادرا على استباق الأمور. نراه يفرح عندما يسمع المفتاح يدور في قفل الباب، أو عندما يرى أمه متجهة إلى المطبخ. إدا سارت الأمور كالمعتاد، نراه مطمئنا وسعيدًا، أما إذا حصلت تغيرات ما في سياق الأحداث، فتظهر عليه أمارات المفاجأة والقلق.

--------------------------

مراحل نمو الطفل: من الولادة إلى عمر السنة
مراحل نمو الطفل: من عمر السنة إلى السنتين
مراحل نمو الطفل: من عمر السنتين إلى الثلاث سنوات
مراحل نمو الطفل: من سن الثلاث إلى أربع سنوات
مراحل نمو الطفل: من عمر أربع إلى خمس سنوات
مراحل نمو الطفل: من عمر خمس إلى ست سنوات
مراحل نمو الطفل: وبعد ذلك...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق