الثلاثاء، 22 أكتوبر 2013

مراحل نمو الطفل: من سن الثلاث إلى أربع سنوات

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مقتطف من كتاب "150 طريقة لتنمية ذكاء الطفل" (الصفحات: 79 إلى 82)

عندما يبلغ طفلك سنته الثالثة يصبح شخصا صغيرا حقيقيا، له ماضيه ومعارفه وتجاربه, يطرح سيلا من الأسئلة عن كل ما يحيط به، حتى لو كان مجمل اهتماماته لا يزال يرتكز على نفسه. غالبا ما يقال إن السنة الرابعة سنة سحرية؛ حيث يصبح الطفل ظريفا  جدا وذا خيال مبدع، فلا يعود يشبه أبدا ذلك الطفل المشاكس الذي كان منذ بضعة أشهر فقط.

وإن كان لا يتفهم الأمور بشكل جيد بعد، إلا أنه يبدأ بتعلم الصبر، والسيطرة على غضبه واندفاعاته العدائية.

تسمى هذه المرحلة أيضا "مرحلة العقل الأولى"، إذ:

  • يكتسب الطفل ثقة بنفسه وتصبح تصرفاته متوقعة وأقل تناقضا.
  • يجد متعة في الحكم على الأشياء ويحب أن يعطى حق الاختيار بين أمرين.
  • يبذل جهدا ليطيع أوامر والديه ويظهر قلقا على نوعية أدائه. فيسأل غالبا: "هكذا جيد؟"
  • يُسهل هذا التوازن العام الحدث الكبير في هذه السنة، وهو الدخول إلى صف الروضة الأولى في المدرسة.
  • يتحكم الطفل في هذه السن بجسمه ويُصبح مستعدا لسباق الحواجز (التي يتفاداها بمهارة حتى لو كان منطلقا بأقصى سرعة).
  • يستطيع أن يحافظ على توازنه وهو يقف على ساق واحدة، ويمشي إلى الخلف ويتسلق السلالم وهو يرفع كل ساق بدورها.
  • كما يمكنه حين يركض أن ينطلق ويقف بسرعة وينعطف فجأة.
  • يُحب أن يقود الدراجة ذات العجلات الثلاث، ويتسلق الأنفاق الخاصة بالأطفال ويتزحلق ويتأرجح.
  • يحب أيضا أن يخربش ويرسم ويلون ويلصق الصور، فقد أصبح يستخدم يديه بطريقة أكثر براعة.

اللغة

  • يتكلم معظم الأطفال بشكل جيد في هذه السن، حتى لو كانت قواعد اللغة لا تزال ملتبسة عليهم.
  • يستخدمون صيغة الجمع والضمائر والنفي والأفعال. وفي أواخر السنة يكونون قد اكتسبوا ألف كلمة تقريبا.
  • يتقدمون كثيرا على صعيدي التعبير واستخدام زمن الماضي والمستقبل.
  • تَفتِنُهم القوافي التي لا معنى لها واللعب على الكلام، كما يعشقون القصص القصيرة.
  • يتكلمون وحدهم ويُغنون بطيبة خاطر.
  • يتحول الكلام إلى وسيلة مميزة للتواصل بين الأولاد أنفسهم، فيتحسن أداؤهم الاجتماعي ويصبحون أكثر قدرة على التواصل والمشاركة.

النمو الفكري

غالبا ما يعرف الولد أن يعد حتى العشرة، لكنه لايزال عاجزا عن تعداد ثلاثة أو أربعة أغراض.

يستطيع أن يميز بين الصغير والكبير، فيتمكن بالتالي من المقارنة بين غرضين. يفهم الأضداد ويحب أن يلعب لعبتها: الساخن والبارد، فوق وتحت، بسرعة وببطء...يدل كل ذلك على تقدم الطفل تقدما ملحوظا على صعيد النمو الفكري.

يصبح فهمه للوقت أكثر دقة كذلك، فيميز بين أوقات النهار: الصباح والظهر والعصر والمساء، و بين أيام الأسبوع إذا ما كان في المدرسة أو في البيت.

بعد أن أصبح الطفل أكثر صبرا وانتباها، يمكنه أن يهتم بألعاب متنوعة أكثر تعقيدا من السابق. تزداد قدرته على التركيز ويمكنه أن يستمر طوال ساعة أو ساعتين في اللعبة نفسها. لكن أكثر ما يسليه هو "الادعاء": يختلق صديا وهميا يسند إليه مغامرات لا تحصى ولا تُعد. يلعب وحده أو مع رفاقه لعبة الطبيب أو العائلة أو البائع. يهوى التنكّر والتبرج ووضع الأقنعة. باختصار، يحب أن يدّعي أنه شخص آخر. من ناحية أخرى يبقى متعلقا جدا بالألعاب التي يستطيع فيها أن يغمس يديه: مثل ألعاب الماء وألعاب الرمل والمعجون الملون وفقاقيع الصابون ولعبة الحلوى المصنوعة من الوحل أو التلوين بالأصابع. تبقى حاسة اللمس مهمة جد عند الأطفال في هذا العمر، وتبقى يده أولى أدواته وطريقة مميزة للاستكشاف والاكتشاف وتقييم كل تجربة جديدة.

إذا أردت أن تنمي هذه الحاسة عند طفلك، دعيه يلمس كل ما يريده إذا كان ذلك ممكنا. ثمة لعبة مفيدة لهذه الغاية، وهي أن تطلبي منه التعرف بأصابعه، وعيناه معصوبتان، على أشياء مختلفة، أو أقمشة ذات ملمس مختلف أو أن يتعرف على شخص من بين مجموعة.

ثمة طريقة جيدة لتشجيع الطفل في هذه السن على تنمية قدراته في كل اتجاهات ذكائه. وهي تقضي أن تشاركيه في ألعاب ستسهل عليه في الوقت المناسب، تعلم القراءة والمنطق الحسابي.

يستطيع الطفل ابتداء من الآن أن يفهم أهمية ما هو مكتوب: لأنه يرى والديه يطالعان الكتب بمتعة، ولأننا نشرح له أن الصحيفة تنشر أوقات عرض الرسوم المتحركة، وأن كتاب الطبخ يعلم كيفية تحضير الحلوى، ولأننا نقرأ له الكتب ونصحبه إلى المكتبة، ونقرأ معه ما كتب على علب البسكويت... لكن يبقى تحسين الكلام وزيادة مفردات الطفل أفضل تحضير للكتابة هذه السنة. كلما كان الراشد دقيقا في كلامه كلما حسّن الطفل كلامه؛ يُستحسن تسمية الأشياء بأسمائها لا بأسماء الإشارة. من الأفضل أن تقولي "قلم حبر"، "ريشة" و"تعليقة ثياب" على أن تقولي "هذا الشيء وذلك الغرض". كما يجب أن تقولي "أبو الحناء" بدل "عصفور".

أما المَقدرات الأخرى مثل إمكانية التركيز، الملاحظة، والتنقل من اليسار إلى اليمين، فهم التوجيهات الشفهية، والإصغاء... فستتطور تدريجيا مع مختلف الألعاب التي نقترحها عليكم هنا.(المرجو الرجوع للكتاب)


--------------------------

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق